منذ مدة ليست بالقصيرة وأنا أحب التقنية وعلوم الحاسب والشبكات .. ليست بالقصيرة أعني أنها تزامنت مع مرحلة الدراسة الثانوية والجامعة قرابة ٢٥ عاماً تقريباً .. واليوم الذكاء الاصطناعي "حديث الساعة " ،، يغير الوجهة العالمية جذرياً .. لذا ألزمت نفسي أن أتعمق فيه وأسبر أغواره وأكتشف أسراره من منظور القانون وعالم المحاماة .. لأني عزمت أن لا يغلبني وأن لا أغلبه .. بل سأتخذه صديقاً مخلصاً ومساعداً ذكياً أعلمه كيف يخدمني بإخلاص وولاء.! كانت بداية شغفي بعد قراءة كتاب "محامو الغد " لريتشارد ساسكند منذ سنوات ، وهو قانوني وخبير بريطاني فذ حاصل على درجة الدكتوراه في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقه في القانون. وكطالب درست ببريطانيا فأنا أعرف جيداً عمق البحث الأكاديمي الذي يجريه باحث في جامعة هي الاولى على مستوى بريطانيا.. ثم هناك ما يصدقه الواقع حين تقرأ تنظيراً ثم تشاهد واقعاً عملياً.
الفكرة هي أن التحول من محاماة تقليدية الى خدمات قانونية مدعومة بأنظمة الذكاء الاصطناعي بات حتمياً .. ربما لا نلحظ ذاك التحول هاهنا بشكل ظاهر ولكن الواقع بأمريكا وأوروبا مختلف تماماً وأكثر مما تتصور يا عزيزي ، وأنبيك عن هذا بلغة القانون التي يفهمها كلانا : " التشريعات " لا تظهر الا لضرورة ماسة وحاجة مجتمعية ملحة " والذكاء الاصطناعي" له تشريعان بارزان اليوم تشريع أمريكي بشأن مباديء تتناول مخاطر الذكاء الاصطناعي ، وأشمل منه التشريع الاوربي المتكامل لقانون "الذكاء الاصطناعي" ولأني أحب المهنة ويعز علي زملائي وزميلاتي الكرام من محامين أو متدربين أو دارسين.. كما تعز علي نفسي .. رأيت لزاماً أن أشارككم بعض ما قرأته وشاهدته وسمعته من مختصين في هذا الجانب ، لماذا لن تجدي نفعاً طرائق المهنة وأساليبها التقليدية .. ببساطة لأنك لن تركب حصاناً وتعلفه وأنت تملك سيارة فارهة تزخر بأحدث أدوات التقنية ؛ ثم إن السيارة لا تقارن بطائرة نفاثة او قطار سريع .. لن تشاهد اليوم خبرا في جريدة ورقية ، ولن تتلقى رسالة على إحدى قدمي حمام زاجل.. ببساطة لان ابعد نقطة في الارض تصل اليك لحظيا صوتاً وصورة حية.
.. وكمقاربة أكثر حداثة ومعاصرة .. هناك أدوات وأجهزة وتقنيات لم يمض على اختراعها عشرون عاماً وانتهى استخدامها بل وأفلست وأغلقت شركاتها بلا رجعة.. تقنيا فقط ،، هل تجد اليوم شخصا يحمل (بييجر) أو (جوال نوكيا) أو (كاميرا أفلام كوداك) أو (فلوبي ديسك) .. او جهاز (فاكس) يطقطق ساعه قبل ان يعطيك صورة محترقة كانه فرن حجري قديم.. الأمثلة لا تنتهي. إن كنت مقتنعا كقانوني أن مهارتك الكتابية والبحثية وفهمك الواسع وحفظك الدقيق للأنظمة واللوائح .. واحترافك في إدارة مشروع المحاماة الذي تملكه هو (سر تفوقك) فسأخبرك بسر مفزع (الذكي المجنون ) يفعل كل ذلك بتفوق لا يجاريه تفوق الخبير المتمكن الذي يمارس ثلاثين وأربعين بل وألفي عام (مهنة في القانون) ببساطة لأن عقل (الذكاء الاصطناعي) غذّي بكم هائل من البيانات التي طورت في مجال معين على مدى التاريخ ، ثم كتبت له خوارزميات ذكية على يد عباقرة البرمجة ليحاكي ذكاء العقل البشري في معالجة هذه البيانات الضخمة بسرعة رهيبة ثم يطور استراتيجياته بناءا على الحلول المتاحة ووفق المنهجيات العلمية ليعطيك أفضل النتائج في برهة من الزمن وبتكلفة زهيدة.
.. الآن لو كنت مالكاً لشركة ولديك عمليات متتابعة و تخضع بشكل يومي لمعالجات قانونية .. فهل ستلجأ إلى محام يكتب بيديه ويفكر بعقله الذكي العبقري هو وفريقه ليعطيك استشارة باهظة الثمن تتطلب ساعات أو أياما أحياناً .. أم ستستخدم تقنية ذكية مخصصة لتقديم الاستشارات القانونية المتخصصة وصياغة ومراجعة العقود في ظرف ثوان وبدقة وتكلفة اعتيادية .. دعني أصدقك القول .. استراتيجيتي واستراتيجيتك لن تجدي نفعاً اليوم .. انا وانت ياصديقي نحتاج أن نجد ما لا يستطيع الذكاء إيجاده ، ليكون الذكاء الاصطناعي عالة على محام الغد.. لا تضعه خلف ظهرك .. أمسك بيده واذهب به ومعه إلى المستقبل القريب وتعلم استراتيجياته ونقاط ضعفه لتكون نقاط قوتك وتفوقك. تذكر "المستقبل القريب جداً.
" #القانون_والذكاء _الاصطناعي