تتبادر إلى الذهن أسئلة مربكة حول ما إذا كانت الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ميزة وتفضيلاً في بيئة العمل المهنية أم أنها تعد خرقاً للوائح العمل وتنظيماته عند إعداد وتقديم خدمة لعميل ،، ولأنها حالة مقاومة طبيعية لـ "فكرة ذكية" تخلّقت حديثاً ؛ فلن أعلق عليها كحالة موضوعية مخصوصة، ما يعنيني هنا "الذكاء الاصطناعي" وكيف أن صدمة هذا الخارق التقني مربكة ومرعبة لذا سأكتب ما يلي : " ياعزيزي " كل إبداعٍ تم في هذا الكون منذ الانفجار العظيم "bigbang تطلب فكرة "خرقاء" في ظاهرها " خلاقة مبدعة " في حقيقتها ، لذلك وجدَت نفسها فريدة شريدة طريدة في مواجهة ما يعرف بـ "مقاومة التغيير" عند “منحنى التغيير” (Change Curve ) الذي يمر بمراحل مثل: الصدمة → الإنكار → المقاومة → التكيف → القبول → النمو.
هناك مقاومة غريزية فطرية في غالبية بني الانسان لفكرة موهوبة حين يرون موهوباً يعتقدونه "أخرقاً" يجرب غير المألوف ويخرج عن النسق مراراً وتكراراً ويبدو تفكيره غريب الأطوار وربما معتوهاً أو منحلاً دينياً وأخلاقياً بفكرهِ"الميتافيزيقي" الذي يراه العامة ضرباً من الجنون،، إقرأ مثلاً كيف أن "جاليليو جاليلي" أبو الفيزياء ومؤسس المنهج العلمي التجريبي ؛ زعم أن الأرض ليست مركزا للكون بل هي جرم ومعها أجرامٌ تدور حول الشمس ؛ استدعي أمام محكمة التفتيش واتهم بالهرطقة ومخالفة تعاليم الكنيسة وحكم عليه "بالإقامة الجبرية" حتى وفاته 1642 لم يكن أحدُ ليصدق زعمه حتى جاء بعده اسحاق نيوتن الذي أثبت علمياً ورياضياً صحة ادعاء جاليليو لتكون عبقريته تمهيدا لنظرياته في الجاذبية ، وبالمناسبة قوبلت نظريته كذلك بالرفض لأنها تتعارض مع التصور اللاهوتي للكون ، التالي هو آينشتاين العبقري صاحب النظرية النسبية (الزمكان)وسرعة الضوء و مسلسل طويل من النظريات المجنونة "في وقته" قوبلت بالرفض،، اليوم ليست مسلمات فحسب ، بل أسس علمية بعضها تبنى عليها علوم الكون والفيزياء والطبيعة.
نعود إلى نقطة البداية يا عزيزي "المقاوم الرافض" (عدم علمك بالشيء لا يعني عدمه ) عدم تقبلك لفكرة التقنية والذكاء الاصطناعي لن ينفي أبداً أنها ستهيمن على التجارة والاقتصاد والصناعة والصحة والتعليم والبحوث والاختراعات والسيادة والدفاع … تماماً مثل إنكار مركزية الشمس او الجاذبية او النسبية ، فقوانينها تعمل منذ بدء الكون ، علمت أم لم تعلم ، أغمضت عينيك لانبهارك بتوهج الحقيقة أم فتحتها وتأملت الواقع.. أنت جزء من هذه التقنية وهذا الذكاء ؛ انظر في حياتك اليومية ؛ لن يخلو جزء منها من استخدام التقنية والذكاء الاصطناعي ، وأنت بالمناسبة تبدي رفضاً للتقنية في عبارة تبثها عبر "جهاز خلوي تقني ذكي" أزيدك شوقاً وتوقاً ؛ التقنية والذكاء الاصطناعي وضعت أباطرة المال والأعمال مثل ؛ إيلون ماسك ، جيف بيزوس ، مارك زوكربيرغ، على قائمة الأوائل من أثرى أثرياء العالم .
الدول المتقدمة التي تحتل المراكز الاولى في التجارة والاقتصاد والصناعات والبحوث العلمية والاختراعات المبتكرة مثل : أمريكا والصين وبريطانيا هي دول تقنية بامتياز ، وسباقة في تخليق "الذكاء الاصطناعي" بتفوق ، chatGPT امريكا ،DeepMind بريطانيا، و deep seek الصين . ياعزيزي هذه الدول قفزت "التايم سكيل" اعلاه ل "منحنى التغيير " فلم تركب موجته أصلاً بل كسرتها، وخلّقت التغيير ،، وأنا وأنت لا زلنا نناقش فكرة محظورة في رؤوسنا "الذكاء الاصطناعي" . أيها الذكي رسالتي لك : استخدم الذكاء الاصطناعي بذكاء واجعله خادماً ذكياً لذكاءك .!
#_عبدالله_أكبر
#الذكاء_الاصطناعي